في أن تكون سعيد صباحاً

*

دعونا نتكلم اليوم قليلاً عن صباحاتنا ، كيف تقضي صباحك ؟

شخصياً ، أنا *والحمد لله* دائماً ما أكون سعيدة في الصباح ، مع العلم بأنني غالباً ما استيقظ متأخرة جداً ، ومع هذا أنا أعترف بأنني أواجه مشاكل في الإستيقاظ ..بالعادة ،أضع منبهاً واحداً *المنبه الأول للفجر والحمد لله أقوم عليه*ثم أضع بعده أربعة منبهات (هكذا يكون شكلها) :| 6:00 | 6:05 | 6:10 | 6:15| *المنبهات للضعفاء !! ، من يحتاج إلى منبهات ؟ أنا لا أفعل !!* *لول* ،أضعها قبل أن أنام وعلى وجهي ابتسامة شريرة ثم أخلد إلى النوم بأفكار شريرة.. هذه هي إحدى أهم استعدادتي للإستيقاظ ، طريقة رائعة أليس كذلك ؟ أجل، إنها عبقرية ! .. وهذه الطريقة العبقرية ،هل تنجح معي ؟ …. بالأحلام !!!!!!!! أنا أستيقظ على أول إثنان أغلقهما وأعاود النوم أما عن البقية فـ”أختي تقول” بأنني أغلقهما أيضاً …بطريقة ما (هذا بعد أن أوجّه إليها أصابع الإتهام بجريمة إغلاق منبهي) *مسكينة أختي، دائماً هي من تستيقظ على منبهاتي ويتعكر نومها لتشهدني أغلقها ومن ثم تُتهم بأنها من يغلقها* جديّاً ،أنا لا أتذكر شيئاً عن الإستيقاظ وإيقافها !!!

أياً يكن ،فأستيقظ من نومي الساعة التاسعة وإن حالفني الحظ ،بالثامنة ، أفتح عينيّ لأرى الساعة ، تأتيني صدمة بائسة ، أقوم من فراشي وأبدأ بمواساة نفسي ،أنا حقاً لا أُريد أن أكون حزينة اليوم ،أنا ومن كُل قلبي أريد أن يكون يومي سعيداً ،لذلك أحاول دائماً النظر للجانب المشرق :

-“لا بأس،ربما من الأفضل لي أن أستيقظ بهذه الساعة” …. “ربما كُنت سأضيع الكثير من وقتي إذا استيقظت مُبكّراً وربما كان من الأفضل لي أن أنام”  …. “النوم الكثير جيّد لبشرتي *لوول لا تعلللييييق*” ….  “أستيقظت قبلهم على أي حال*تفكير شرير*” ….  “لا مُشكلة، سيكون يومي سعيداً مهما يكن” ..الخ.

بعدها ،أذهب لأغسل وجهي ،مشاعري عندها تتحسن بعض الشيء،على الأقل ابتعدت عن سريري،منطقة الخطر .. كل شيء جيد و طبيعي وعال العال.. ولكن عندما أرفع بصري لأرى شعري بالمرآة،لا يُمكنني إلا أن أضحك هههههههههههههه !!! آآآآه كم تسريحة شعري أسطوريّة !!!! عندها أبدأ بالاستظراف ويصبح كُل شيء في بيتنا مُضحكاً وتتدفق مني طاقة السعادة والسخافة وأبدأ بوضع ببعض الخطط الذهنية لليوم وأجلس على اللاب أنتظر عائلتي أن تستيقظ حتى نفطر سويّاً.. أستغرب من بعض الناس ،يستيقظون متعكرين ،لا يريدون القيام ، يعبسون عندما يروا وجههم بالمرآة وطبيعي عندما سيعبسون لن يعجبهم شكلهم وسيبدأون بالتذمر من شكل أنفهم أوعينهم أو حجم فمهم وشكل شعرهم ومن نوع بشرتهم ..الخ .. تعلمت أن أُحب نفسي مهما يُكن ،أن ابتسم دائماً عندما أرى وجهي بالمرآة ، أن أتقبل شكلي كما هو .. تعلمت بأن أحب خصائص جسدي الذي تسكنه روحي لأنني أُحب روحي ولأن الله هو من اختار لروحي هذا الشكل وهذا الجسم وإذا أحب الله هذا الجسد لروحي ورأى بأنّه مناسب لها  ،فسأُحبه أنا أيضاً !!!!.

بعض الناس يرغب بأن يكون سعيداً ولكنه لا يرغب كفاية بالسعادة لتجعله يحقق رغبته مهما حدث ..وبعض الناس يريد السعادة ولكنه يدعُ الظروف المحيطة تتحكم في مزاجه ،اسمع يا صديقي ، هذا لن ينفع ! ..إذا فكّرنا بسلبية ورأينا ما حولنا بنظرة سقيمة ،فلن نتذوق للسعادة طعماً !

إذاً كيف يصبح صباحي سعيد؟!

طريقة تفكيرنا تتحكم بحياتنا لذلك إن أردت أن تستيقظ سعيداً فيجب أن وتؤمن بشدة بأن اليوم يوم جميل وبأنك جميل مهما حصل وبأنك سعيد للغاية، والأهم من ذلك يجب أن تُفكّر كما يُفكّر الشخص السعيد ، مثلاً ،إذا رأى الشخص السعيد شعره بالمرآة وكانت مضحكاً ، ماذا سيفعل ؟ هل سينزعج لأنه لا يبدو جميلاً ومثالياً ؟ … قُل لنفسك :”أنا سعيد” ثم أبدأ بالتفكير على هذا الأساس، الأمر كله يتعلق بطريقة تفكيرك ، تفكيرك هو من يتحكم في كامل حياتك وفي كل مجالاتها. ففكر بإيجابية وتفاؤل وسعادة قدر الإمكان ،خُذ مثالاً :

شخصان فشلا في امتحان قبولهما بالجامعة التي دخلها زميلهما ،مع أنهما درسا كثيراً

الأول (فكّر كما يُفكّر الفاشلين) : يا إلهي !! ألن تنتهي هذه المشاكل ؟!! ألا يُمكنني أن أخوض شيئاً واحداً بسلاسة دون أن تقع أيّة مُشكلة ! زميلي دخل هذه الجامعة بكل سهولة ،كيف سأنظر في وجهه ، أنا ذاكرت كثيراً وهذا النتيجة؟! تباً لهذه الحياة ! لا أريد أن أدخل الجامعة حتى !! سأجد عملاً ما أكسب منه رزقي..

الثاني (فكّر كما يُفكّر الناجحين) : إنه لأمر حزين بأن أفشل بعد كُل هذا التعب ، ولكن هيه ! ربما كان هذا هو السقوط الذي سأقوم بعده  بالوقوف بقوة وتحقيق نجاح باهر ،من يعلم رُبما لم تكن هذه الجامعة خيراً لي ،وربما ليس من الجيد لي أو لدراستي أن يكون صديقي في جامعتي وربما حدث هذا لأتعرف على أصدقاء جدد أو معلمين أفضل .. أنا لا أعلم ولكن بالتأكيد هُناك مُفاجأة سعيدة يُخبئها لي ربي ، سأعلمها بمرور الوقت .. اللهم لك الحمد ..

الأول توقف عن الدراسة وتابع حياته يعمل في مصنع والده والآخر ،دخل جامعة أروع ،عرف بأن التخصص الذي كان يُريده لا يناسبه بعد أن تعرّف على بعض الأصدقاء من تخصص مختلف ، تفوق وخرج بشهادة ، هو الآن يعمل ولديه منصب كبير لم يكن يحلم به (الأول فكر كالفاشلين ففشل والثاني فكّر كالناجحين فنجح) شخصان مرّا بنفس التجربة ولديهما نفس الظروف وخاضا نفس الإمتحان ودرسا بنفس الجهد ، ولكن ما حدد اختلاف مصيرهما هو أنهما لم يُفكرا بنفس الطريقة ! لذلك إذا تُريد صباحاً سعيداً فكّر كما يُفكر السعيد ،فكر كأنما أنت هو ذلك السعيد وستصبح كذلك !!

الصباح بالنسبة لي بداية جديدة ،صفحة بيضاء ناصعة ،سأملؤها بما أُريد …هذا رائع !! أليس كذلك؟ ..فيُمكنني أن أفعل جميع الأشياء المُذهلة التي لم أستطع فعلها بالأمس بل وزيادة عليها ما أشاء ، ربي أعطاني هذه الفرصة ، لقد أعاد لي روحي بعد أن مُت وصعدت إليه ،ألا يكفي هذا لأن أكون سعيدة صباحاً ؟!! .. 

حدثتكُم عن صباحي ، وماذا عن صباحاتكم ؟ هل هي سعيدة؟ 

أراكم في تدوينة لاحقة ، وعلى فكرة ، أتذكرون الرسمة التي أريتكم إياها بالانستجرام ؟ *أنتم على الأغلب لا تفعلون (=___=”) ..لقد أنيهيتها والحمد لله لم يبقى إلا بعض اللمسات ،سأضعها قريباً بإذن الله، بالمناسبة هذا هو حسابي هُناك @dewxdrop